فقه الاولويات
جنه جروب :: شارع الجنه :: علوم اسلامنا :: قسم الفقه
صفحة 1 من اصل 1
فقه الاولويات
لقد كان لعدم الاهتمام بتعليم المسلم هذا الفقه الجليل آثار قد تكون بعيدة المدى وشديدة الضرر دنيا ، وأخرى . ومن تلك النتائج :
1- ضياع الأجر : فالجاهل بمراتب الأعمال يهتم بالعمل قليل الأجر على حساب كثير الأجر ، ويضيع الجهد الكبير للحصول على حسنات قليلة وتروي لنا السنة من ذلك أمثلة كثيرة فعن أنس قال : كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في السفر ، فمنا الصائم ومنا المفطر ، قال : فنزلنا منزلاً في يوم حار أكثرنا ظلاً صاحب الكساء ومنا من يتقي الشمس بيده ، قال : فسقط الصوام وقام المفطرون ، فضربوا الأبنية وسقوا الرّكَاب ، فقال رسول الله (ذهب المفطرون اليوم بالأجر) .
وقد يصل الأمر إلى حد تضييع أصل الأجر نفسه ، فعن أبي هريرة قال : قال رجل : يارسول الله ، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها قال : (هي في النار) قال : يارسول الله فإن فلانة ...
يذكر من قلة صيامها ، وصدقتها وصلاتها ، وأنها تصدق بالأثوار من الأقط (أي بالقطع من اللبن المجفف) ولاتؤذي جيرانها ، قال : (هي في الجنة) .
كما أن ابن الجوزي قد ذكر أمثلة متعددة لدى العبّاد بالخصوص ، كلها ناتج عن قلة الفقه بمراتب الأعمال ، قال مثلا : (وقد لبّس إبليس على جماعة من المتعبدين ، فأكثروا من صلاة الليل وفيهم من يسهره كله ويفرح بقيام الليل وصلاة الضحى أكثر مما يفرح بأداء الفرائض ، ثم يقع قبيل الفجر فتفوته الفريضة ، أو يقوم فيتهيأ لها فتفوته الجماعة أو يصبح كسلاناً فلا يقدر على الكسب لعائلته) .
2- سوء فهم الشريعة : إن الجهل بمراتب الأعمال عندما يكون عاماً ، يؤدي إلى فوضى فكرية عارمة ، تشوه الشريعة وتخل بتوازنها ، لقد أرسى الشرع بين المأمورات والمنهيات توازنا لايجوز الإخلال به ، تماما كَنِسَب الدواء الواحد ، قد يؤدي تغييرها إلى إفساده وإلغاء خصائصه ، إن لم ينقلب إلى سم قاتل ، ومن ذلك أن المسلم اليوم مثلا قد أضحى عنده ترتيب جديد لأوامر الشرع ، يجعل الشعائر التعبدية (فرائض ومستحبات) أعلى مرتبة من سائر الواجبات والفرائض الأخرى ، وأوكد من ترك منهيات الشرع (محرمات ومكروهات) .
3- غياب حس الأولويات في الدعوة : فسوء فهم الشريعة واختلاط مراتب أحكامها يؤدي إلى عجز المسلم عن البدء بما يجب البدء به .
فإذا كان في أحكام الدين واجب ومستحب ، وفاضل ومفضول ، فإن الدعوة إلى الواجب والفاضل مقدم على الدعوة إلى مادونها ، لكننا نرى من بين شباب الصحوة الإسلامية من ينشغل بالمسائل المرجوحة والأحكام الخلافية ، وتُبدد الجهود والطاقات فيها ، والأولى البدء بالدعوة إلى أصول العقيدة والشريعة ، وبذل الجهد في معالجة القضايا المصيرية الكبرى للأمة .
وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابد من اعتبار درجة المعروف ودرجة المنكر ، حتى لايُفسد الإنسان بدل أن يصلح ، وحتى لاينفّر بدل أن يبشر ، ولذلك اعتبر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه : (إذا كان الشخص أو الطائفة جامعين بين معروف ومنكر ، بحيث لايفرقون بينهما ، بل إما أن يفعلوهما جميعاً أو يتركوهما جميعاً لم يجز أن يؤمروا بمعروف ولا أن ينهوا عن منكر بل ينظر ، فإن كان المعروف أكثر ، أُمر به ، وإن استلزم ماهو دونه من المنكر ولم ينه عن منكر يستلزم تفويت معروف أعظم منه ، بل يكون النهي حينئذ من باب الصد عن سبيل الله ، والسعي في زوال طاعته وطاعة رسوله وزوال فعل الحسنات ، وإن كان المنكر أغلب نُهي عنه ، وإن استلزم ماهو دونه من المعروف ، ويكون الأمر بذلك المعروف المستلزِم للمنكر الزائد عليه ، أمراً بمنكر وسعياً في معصية الله ورسوله) إن هذا النص تطبيق رائع لفقه مراتب الأعمال وتقديم الراجح منها ، وقد صاغ الأصوليون ذلك في قواعد تشريعية هادية مثل : دفع أشد المفسدتين بأخفهما .
والإتيان بأعظم المصلحتين وتفويت أدناهما ، وتقديم المصلحة الراجحة على المفسدة الخفيفة ، وعدم ترك المصلحة الغالبة خشية المفسدة النادرة ..
1- ضياع الأجر : فالجاهل بمراتب الأعمال يهتم بالعمل قليل الأجر على حساب كثير الأجر ، ويضيع الجهد الكبير للحصول على حسنات قليلة وتروي لنا السنة من ذلك أمثلة كثيرة فعن أنس قال : كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في السفر ، فمنا الصائم ومنا المفطر ، قال : فنزلنا منزلاً في يوم حار أكثرنا ظلاً صاحب الكساء ومنا من يتقي الشمس بيده ، قال : فسقط الصوام وقام المفطرون ، فضربوا الأبنية وسقوا الرّكَاب ، فقال رسول الله (ذهب المفطرون اليوم بالأجر) .
وقد يصل الأمر إلى حد تضييع أصل الأجر نفسه ، فعن أبي هريرة قال : قال رجل : يارسول الله ، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها قال : (هي في النار) قال : يارسول الله فإن فلانة ...
يذكر من قلة صيامها ، وصدقتها وصلاتها ، وأنها تصدق بالأثوار من الأقط (أي بالقطع من اللبن المجفف) ولاتؤذي جيرانها ، قال : (هي في الجنة) .
كما أن ابن الجوزي قد ذكر أمثلة متعددة لدى العبّاد بالخصوص ، كلها ناتج عن قلة الفقه بمراتب الأعمال ، قال مثلا : (وقد لبّس إبليس على جماعة من المتعبدين ، فأكثروا من صلاة الليل وفيهم من يسهره كله ويفرح بقيام الليل وصلاة الضحى أكثر مما يفرح بأداء الفرائض ، ثم يقع قبيل الفجر فتفوته الفريضة ، أو يقوم فيتهيأ لها فتفوته الجماعة أو يصبح كسلاناً فلا يقدر على الكسب لعائلته) .
2- سوء فهم الشريعة : إن الجهل بمراتب الأعمال عندما يكون عاماً ، يؤدي إلى فوضى فكرية عارمة ، تشوه الشريعة وتخل بتوازنها ، لقد أرسى الشرع بين المأمورات والمنهيات توازنا لايجوز الإخلال به ، تماما كَنِسَب الدواء الواحد ، قد يؤدي تغييرها إلى إفساده وإلغاء خصائصه ، إن لم ينقلب إلى سم قاتل ، ومن ذلك أن المسلم اليوم مثلا قد أضحى عنده ترتيب جديد لأوامر الشرع ، يجعل الشعائر التعبدية (فرائض ومستحبات) أعلى مرتبة من سائر الواجبات والفرائض الأخرى ، وأوكد من ترك منهيات الشرع (محرمات ومكروهات) .
3- غياب حس الأولويات في الدعوة : فسوء فهم الشريعة واختلاط مراتب أحكامها يؤدي إلى عجز المسلم عن البدء بما يجب البدء به .
فإذا كان في أحكام الدين واجب ومستحب ، وفاضل ومفضول ، فإن الدعوة إلى الواجب والفاضل مقدم على الدعوة إلى مادونها ، لكننا نرى من بين شباب الصحوة الإسلامية من ينشغل بالمسائل المرجوحة والأحكام الخلافية ، وتُبدد الجهود والطاقات فيها ، والأولى البدء بالدعوة إلى أصول العقيدة والشريعة ، وبذل الجهد في معالجة القضايا المصيرية الكبرى للأمة .
وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابد من اعتبار درجة المعروف ودرجة المنكر ، حتى لايُفسد الإنسان بدل أن يصلح ، وحتى لاينفّر بدل أن يبشر ، ولذلك اعتبر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه : (إذا كان الشخص أو الطائفة جامعين بين معروف ومنكر ، بحيث لايفرقون بينهما ، بل إما أن يفعلوهما جميعاً أو يتركوهما جميعاً لم يجز أن يؤمروا بمعروف ولا أن ينهوا عن منكر بل ينظر ، فإن كان المعروف أكثر ، أُمر به ، وإن استلزم ماهو دونه من المنكر ولم ينه عن منكر يستلزم تفويت معروف أعظم منه ، بل يكون النهي حينئذ من باب الصد عن سبيل الله ، والسعي في زوال طاعته وطاعة رسوله وزوال فعل الحسنات ، وإن كان المنكر أغلب نُهي عنه ، وإن استلزم ماهو دونه من المعروف ، ويكون الأمر بذلك المعروف المستلزِم للمنكر الزائد عليه ، أمراً بمنكر وسعياً في معصية الله ورسوله) إن هذا النص تطبيق رائع لفقه مراتب الأعمال وتقديم الراجح منها ، وقد صاغ الأصوليون ذلك في قواعد تشريعية هادية مثل : دفع أشد المفسدتين بأخفهما .
والإتيان بأعظم المصلحتين وتفويت أدناهما ، وتقديم المصلحة الراجحة على المفسدة الخفيفة ، وعدم ترك المصلحة الغالبة خشية المفسدة النادرة ..
saber_tooth- ملهوش حل
- عدد الرسائل : 161
تاريخ التسجيل : 28/09/2007
جنه جروب :: شارع الجنه :: علوم اسلامنا :: قسم الفقه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2010-11-19, 4:43 pm من طرف مشجع الزعيم
» جورج وعيد الأضحى
2010-11-19, 4:41 pm من طرف مشجع الزعيم
» إنما المؤمنون إخوة
2010-11-19, 4:39 pm من طرف مشجع الزعيم
» ذلك هو الفوز العظيم
2010-11-19, 4:36 pm من طرف مشجع الزعيم
» الكسل لايطعم العسل
2010-11-19, 4:33 pm من طرف مشجع الزعيم
» للاتصال 3000 دقيقه مجانا ولفترة محددة ادخل بسرعه
2009-10-09, 12:58 am من طرف مشجع الزعيم
» قوانين لن يسمح بتجاوزها
2009-10-09, 12:52 am من طرف مشجع الزعيم
» على السادة الاعضاء الدخول هنا فورا
2009-10-09, 12:46 am من طرف مشجع الزعيم
» من نحن
2009-10-06, 6:26 pm من طرف احمد صلاح
» شوفتو اللى حصل
2009-09-30, 9:21 pm من طرف بنت الاسلام
» الان ولفترة غير محدودة احجز مقعدك فى الجنة التذاكركتييير
2009-09-15, 9:51 pm من طرف moazhassan
» صحيت من النوم فجأة
2009-09-15, 9:22 pm من طرف moazhassan
» عايز فلوس على النت وتشترى اللى انت عايزية يبقى والله من هنا
2009-09-15, 9:15 pm من طرف moazhassan
» هل تعرف ماهى عقوبة الكذب عند النمل؟
2009-08-06, 11:23 am من طرف medo
» فيديو كليب سيطير النوم من عينك
2009-07-28, 12:35 pm من طرف moazhassan
» ملك لسنة واحدة فقط
2009-07-19, 1:08 am من طرف مشجع الزعيم
» مكتبة فديوهات لرائد التنميه البشريه الدكتور/ إبراهيم الفقي
2009-07-15, 1:19 pm من طرف muslema_99
» شعار الامتحانات
2009-04-29, 5:54 pm من طرف shmas_elasel
» ساكتة لسة!!!!!!!!
2009-04-29, 5:51 pm من طرف shmas_elasel
» صالات للجلوس............
2009-04-29, 5:46 pm من طرف shmas_elasel