هل الحلق افضل دائما من التقصير؟

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فالحلق أو التقصير نسك في الحج والعمرة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لمن فعل ذلك بالمغفرة بقوله : ( اللهم اغفر للمحلقين ، قالوا : يا رسول الله وللمقصرين ، قال : اللهم اغفر للمحلقين ، قالوا : يا رسول الله وللمقصرين ، قال : اللهم اغفر للمحلقين ، قالوا يا رسول الله وللمقصرين ، قال : وللمقصرين ) أخرجه البخاري ومسلم ، وفي حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – الدعاء بالرحمة ، أخرجه البخاري ومسلم.



والحلق : إزالة شعر الرأس كله بالموسى ونحوه ، والتقصير : قص أطراف شعر الرأس من جميع نواحيه بالمقص أو بالآلة المعروفة.



والحلق أفضل للقارن والمفرد والمعتمر عمرة مفردة ، ولا يستثنى إلا المتمتع الذي قدم مكة متأخراً بحيث لا ينبت شعره قبل الحج ، فهذا التقصير في حقه أفضل ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك أصحابه في حجة الوداع ، ليجمعوا بين التقصير في العمرة والحلق في الحج ، ولو حلقوه في العمرة حينئذٍ لم يبق في الرأس شعر يحلق في الحج.



أما ما عدا ذلك فالحلق أفضل للأسباب الآتية:

1. لأن الله تعالى قدمه في قوله: "مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ " الفتح/27.



2. ولأنه فِعْلُ النبي صلى الله عليه وسلم كما أخرجه مسلم من حديث أنس – رضي الله عنهما –.



3. ولأن ما كان أقرب إلى موافقة فعله فهو أفضل.



4. ولأنه صلى الله عليه وسلم كرر الدعاء للمحلقين بالمغفرة والرحمة ، ودعا للمقصرين مرة واحدة كما تقدم.



5. ولأنه أكمل في التعبد لله تعالى والتعظيم.



ويلاحظ على كثير من الناس – ولا سيما الشباب – أنهم لا يحلقون رؤسهم بل يكتفون بالتقصير ، ويظهر ذلك جلياً في العمرة – كما في الإجازة الصيفية أو في رمضان – وهذا فيه رغبة عن فعل الأفضل ، وضَنٌّ (**) بالشعر ، والنسك تكره الضِّنَّةُ فيه بالمال والنفس ، فكيف بالشعر ؟! .



المحرر: يبدو لي أن هناك حالة أخرى يناسب فيها التقصير عن الحلق، وهو عند العمرة المتكررة في سفر واحد، أو سفر متقارب، حيث يصعب الحلق المتكرر مع كل إحرام، وعندها يكون من المناسب التقصير في كل المرات على أن تكون الأخيرة هي الحلق إن أراد المحرم القيام بالأفضل.

والله أعلم.



__________

*نقلاً عن كتاب مسائل يكثر السؤال عنها في الحج للشيخ : عبدالله الفوزان من علماء المملكة العربية السعودية.

** الضن : بالضاد هو : البخل ، يقال: ضَنَّ بالشيء يَضَنُّ ، من باب ( تعب ) بخل .