القيامه رأى العين*الجزء الثالث

اخى الحبيب ..اختى الكريمة..لو عذب الله اهل سماواته واهل ارضه لم يكن ظالما لهم..لان الله تبارك وتعالى قد حرم الظلم على نفسه..وقد اخبرنا فى كتابة الكريم عن ذلم فقال:"وما انا بظلام للعبيد" وفى الحديث القدسى :"ياعبادى انى حرمت الظلم على نفسى وجعلتة بينكم محرما فلا تظالموا"



" فالجنة دارفضل والنار دار عدل "

واليوم لقاءنا مع المحكمة الالهية التى لا يشوبها ظلم..ومع قواعد الحساب الستة التى تطمئن القلوب المؤمنة الى تعمل لهذا اليوم.
القاعدة الاولى:" لاظلم اليوم"
اخبرنا الله تعالى عن هذه القاعده فى سورة مريم:" ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما"
الظلم: ان يعاقب الانسان بذنوب غيرة
الهضم: ان ينقص من جزاء حسناته

القاعدة الثانية: " الا تزر وازرة وز اخرى"
احذ اخى ان يأمرك صاحب العمل بترك الصلاة ويقول لك :" انا هشيل وزرك يوم القيامة" او يأمرك ابوك او زوجك بترك الجحاب قائلا: "مالكيش دعوة انا مسؤول عن ذنوبك"
تحذير هااااام جدا: لا تكن داعيا للشر فالداعى الى الحرام يحمل اوزار من يعملوا به من غير اعفائهم من ذنوبهم يوم القيامة.
وهم يحملون اثقالا مع اثقالهم"
بل كن راسا للخير فتأخد اجرك واجر من تدعوهم الى الخير من (صلاه- قرأن- حجاب-درس-...)"الدال للخير كفاعلة"

القاعدة الثالثة:" ووجدوا ما عملوا حاضرا"
انه الاعذار من الله تعالى حتى يقيم الحجة على عباده برؤية اعمالهم ففى الحديث القدسى:" يا عبادى انما اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غيرذلك فلا يلومن الا نفسه "

القاعدة الرابعة: اقامة الشهود
وهذه الحاله لمن يناقش حسابة ففى الحديث :" من نوقش الحساب عذب"
ويؤتى بالشهود على ما قد عمل اذا انكر
الشاهد الاول: الملائكة " وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد"
الشاهد الثانى : الارض " يومئذ تحدث اخبارها بأن ربك اوحى لها"
الشاهد الثالث : الاعضاء" اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون"

القاعدة الخامسه : مضاعفة الحسنات
الحسنة= 10 حسنات الى 700 حسنة الى اكثر من ذلك
السيئة = سيئة واحدة او تغفر لك عند التوبة
قال تعالى: "من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها"

القاعدة السادسة: تبديل السيئات الى حسنات
وتبلغ رحمة الله بعبادة ان يبدل السيئات الى حسنات بفضلة وكرمه وجودة
قال تعالى:" فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفور رحيما"
" حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا " عمر بن الخطاب
اخى الحبيب .. اختى الكريمة .. ما احوجنا الى هذه النصيحة " العمرية" فنمكث 5 دقائق قبل النوم ...نعم5 دقائق فقط نتعلم كيف نحاسب انفسنا على يوم مضى من عمرنا .. وان الله سالنا يوم القيامة عن هذا اليوم.. نحاسب انفسنا عن طاعات قد امرنا بها فلم نأتمر .. وعن المعاصى قد نهانا الله عنها فلم ننتهى..هتنهى يومك بتوبة نصوح وعزم على غذ افضل فى طاعة الله...( انها وسيلة لتخفيف الحساب يوم القيامة)

اعد للسؤال جوابا
قابل الفضيل بن عياض رجلا يوم فسأله
الفضيل : كم عمرك ؟؟
الرجل : ستون عاما
الفضيل : فانت منذ ستين عاما تسير الى ربك توشك ان تبلغ
الرجل : انا لله وان اليه راجعون
الفضيل : أتعرف تفسير قولك " انا لله وان اليه راجعون " فمن علم انه لله عبد وانه اليه راجع .. فليعلم انه موقوف .. ومن علم انة مسؤول للسؤال جوابا.
الرجل : وما الحيلة؟
الفضيل : يسيرة .. تحسن فيم بقى يغفر لك ما مضى وما بقى .. وان اسات فيم بقى اخدت بما مضى وما بقى

السؤال الخامس : جسمك فيم ابليتة ؟
ونختم حلقة الحساب بسؤال هام جدا جدا جدا قد يغفل عنه الكثير من الناس .. فجسدك امانة سائلك الله عنها يوم القيامة .. قال تعالى موضحا ذلك فى كتابة " قل ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا "
ترى كم مرة سمعت بأذنى الحرام ؟؟
( غيب- نميمة - اغانى حرام - عورات المسلمين - ...)
ترى كم مرة نظرت بعينى حرام ؟؟
(فى الطريق - فى الكلية - فى التليفزيون - على النت )
ترى كم مرة لمست بيدى الحرام ؟؟
وكم خطوة خطوت برجلى الى الحرام ؟؟

احبتى فى الله انتهت حلقات الحساب .. فاتقوا الله فى اجسادكم ..فى جوارحكم .. فى اوقاتكم .. فى اموالكم .. فى علمكم اتقوا الله حق تقاته ..اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد
اسال الله تعالى ان يجعلنا يوم القيامة من هذه الزمرة التى فازت
بقول الله تعالى" وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا "
قصة المفلــــــــــــــــــــس


احبتى فى الله .. هيا بنا ننطلق الي يوم القيامة لنرى رأى العين قصة " المفلس " من امه النبى صلى الله عليه وسلم
فها هو قد خرج من لقاء ربه بعدما سئل عن الصلاة واحسانها .. وعن عمره فيما مضى.. وعن شبابه فيم بلى .. وعن علمة ماذا عمل به.. وعن ماله من اين اكتسبه وفيم انفقة.. وعن جسده فين فنى.. فاذا بالمفاجأة تتحدث له وقد ظن انة قد نجا من عذاب الله .

المفاجأة !!!
خرج من لقاء ربه فرحا مسرورا فاذا بأناس يجتمعون حوله .. بعضهم يعرفهم والبعض الاخر قد نسيهم ..واذا بأحدهم يمسكة بقوة من يده .. واخر يتعلق من رقبتة وثالث يمسكة من وسطة.. ورابع يدفعة الى الامام .. صرخ فيهم قائلا : من انتم وماذا تريدون منى ؟...
ردوا علية بصوت ملكوم : الان ستعرف ولكن امام رب السموات والارض الذى اخبرنا فى كتابه " لا ظلم اليوم "
طار قلبة من الخوف..تغير لونه فأصبح مائلا الى السواد .. مضى الوقت ثقيلا وهو يقاد الى الحكم العدل الذى حرم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرما.

المحكمة الالهية
وقفوا جميعا بين يدى الله .. ساد الصمت ساحة المحكمة .. محكمة ليس فيها نقد ولا استئناف ولا دفاع
قال تعالى للظالم : قف وللمظلوم : تقدم..
الاول : يارب ..هذا قد سفك دمى غير حق واريد حقى منه
الظالم : يارب فليسفك دمى كما سفكتة دمه
المظلوم : لا .. بل اريد بقدر ما سفك من دمى حسنات
فيقول الله تبارك وتعالى للظالم : اعطة من حسناتك .. فيأخد المظلوم ويأخد من الحسنات بقدر ما ظلم
الثانى : يارب هذا قد استغل منصبة وضربنى بغير حق فأعطنى من حسناتة .. فيعطى له بقدر ظلمة له
الثالث : يارب هذا قد شتمنى بغير حق فاعطنى من حسناتة .. يعطى له بقدر ما قد ظلم..
الرابع : يارب هذا قد اكل مالى بغير الحق فأعطنى من حسناتة فيعطى له بقدر ظلمة له
الخامس : يارب هذا قد ظلمنى ..فأ عطنى من حسناته..
الظالم : يارب لو يبق لى حسنة واحدة ... لقد اعلنت افلاسى..
المظلوم : فليأخد من سيئاتى بقدر ما ظلمنى .. فحملت عليه سيئات ثم امر الله تبارك وتعالى ان يأخدوه الى النار

احبتى فى الله .. توبوا الى الله جميعا وردوا المظالم الى اهلها واستسمحوا الناس " قبل الا يكون درهم ولا دينار "