النقاااااااااااااااااااااااب

النقاااااااااااب

--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين يهدى إلى الحق والى صراط مستقيم والصلاة والسلام على رسول الله به نقتدي وبقوله
نرشد .
و بعد
فإن الشباب والفتيات الذين إلتمسوا هدى الله فى هذا الزمان وساروا فى طريقه فى وقت كثرت فيه الفتن وتراكمت الظلمات – هم من أحب الناس إلينا و أقربهم الى قلوبنا , فإذا أثير بينهم أى نوع من الجدل تخوفنا عليهم –خصوصا إذا كان الجدل حول فرعيات لا ترقى إلى مستوى القضايا الكبرى مثل تنحية الشريعة الاسلاميه عن الحكم وتمزيق الامة الاسلاميه حتى ضعفت وخارت قواها و تداعت عليها الأمم و استهانت بها . لقد انصرف بعض الشباب عن هذه القضايا الأساسية لفرعيات يجب ان يعرفوا أحكامها دون ان يثير ذلك جدلا يخدش الالفه ويهدد الاخوة ويذهب بالمحبة . إن هؤلاء الشباب مطالبون بأن يعوا الأمور الأتيه :
1- فقهاء الامه من السلف كانوا اعلم منا ومع ذلك اختلفوا وبقى بينهم الحب والاحترام وبقى بينهم الحب والاحترام
2- كان يحكم نهجهم هذه العبارة الموجزة : رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرنا خطأ يحتمل الصواب .
3- حمل الناس على رأى واحد , لإختلاف ثقافتهم الدينية ومواهبهم الفطرية و تنوع قدراتهم العقلية , قريب من المحال .
4- إن ديننا يسر لا عسر ,وفيه مرونه كبيره وليكن قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن فيه اثم . نسأل الله أن يوفقنا إلى ما فيه الخير و أن يلهمنا الرشد والصواب .



النقاب
عندما ندرس النصوص الوارده فيما يتعلق بهذه المساله سوف نجد انها امر تختلف فيه الاراء , ولكى نصل الى الحق لابد من استعراض عدة نقاط ربما تعين على فهم الامر دون افرط ولا تفريط .

1- النقاب فى الجاهليه
جاءت نصوص شعريه تؤكد أن النقاب و كان معروفا فى الجاهليه و أنه كان طرازا من طرز لباس المرأه و زينتها وعندما جاء الاسلام لم يأمر به و لم ينه عنه وتركه لأعراف الناس
قالت ام عمرو بنت وقدان :
إذا انتم لم تطلبو بأخيكم فذروا السلاح ووحشوا بالأبرق
وخذوا المكاحل والمجاسد وإلبسوا نقب النار رهط المرهق
و هى فى هذه الابيات تحثهم على الأخذ بثأر اخيهم فإن لم يفعلوا فأولى بهم ان يرتدوا ثياب النساء ونقبهن
فبئس قوم المغلوب وهناك شواهد أخرى لا يتسع المجال لذكرها
وقد يقول قائل : إذا كان النقاب من لباس الجاهليه فهذا لا يقلل من شأنه لأنه كذلك كان الجلباب و الخمار من لباس الجاهليه وجاء الاسلام ليؤكد استعماله و يأمر به المؤمنات بنصوص صريحه من الكتاب والسنه – وهذا هو شأن الجلباب والخمار – وبين ما كان من لباس الجاهليه ولم يرد فى شريعة الاسلام غير التضييق من مجال إستعماله وذلك بحظره فى حال الاحرام بالحج وهو شأن النقاب .فبالنسبه للجلباب فلقد أمر القرأن الحرائر بإرتدائه وإدنائه لكى يتميزن به عن الإماء اللاتى كن شريحه من شرائح المجتمع فى ذلك الزمان .
قال تعالى ( يأيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ) ثم جاءت السنه مبينه لحكم الأيه |
فعن أم عطيه قالت :أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرج فى الفطر العواتق والحيض وذوات الخدور ....قلت يا رسول الله : إحدانا لا يكون لها جلباب ,قال : لتلبسها أختها من جلبابها (رواه البخاري ومسلم وهذه رواية مسلم )
أما الخمار فقد أمر القرآن بلبسه فى قوله ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) ولم يقل على وجوههن .
وعن عائشة قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تقبل صلاة الحائض إلا بخمار ) (رواه الترمذي )
وهكذا نرى أن شريعة الإسلام فرضت كل من الخمار والجلباب بينما لم يذكر النقاب على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحده وفى مناسبة حظره على المرأه المحرمة وجاء الفقهاء وقرروا كراهية النقاب وقت الصلاة
قال ابن قدامه الحنبلى (ويكره أن تنتقب المرأه وهى تصلى ) وقال الشيرازى الشافعى ( ويكره للمرأه أن تنتقب فى الصلاه لأن الوجه من المرأه ليس بعوره وقال ابن عبد البر المالكى (و أجمعو أن المراه لا تصلى منتقبه )


النقاب في الشريعة الإسلام
حظر النقاب فى الاحرام ودلالته :
عن بن عمر رضى الله عنهما قال:قام رجل فقال يا رسول الله , ماذا تأمرنا أن نلبس من الثياب فى الاحرام ؟
فقال لا تلبس القمص ولا السراويل ولا العمائم ولا البرنس إلا أن أحد ليست له نعلان فليلبس الخفين وليقطع أسفل من الكعبين ولا تلبسوا شيئا مسه زعفران و لا الورس ولا تنتقب المحرمه فلا تلبس القفازين .
الحديث يفيد أن المحظورات الإحرام سواء على الرجال أو النساء كلها نهى عن الترفه والتجمل وإستدعاء للتشعث . وهذا يعنى انا النقاب كان نوعا من التجمل والترفه ألفه بعض النساء ولنكن على علم بأن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع عن محظورات الاحرام – و الانتقاب احدها – هو الحديث الوحيد الذى تحدث فيه عن النقاب .
ومما يؤكد أن النقاب تجمل أقوال وردت لبعض الفهاء الاجلاء من أعلام المذهب الحنبلى منها
قال أبو القاسم الخرقى ( وتجتنب الزوجه المتوفى عنها زوجها الطيب والزينه والبيتوته فى غير منزلها والكحل الأثمد ( نوع من الكحل ) والنقاب وقال القاضى أبو يعلى ( كره احمد النقاب للمتوفى عنها زوجها ) .
وقال ابن قدامه ( مما تجتنبه النقاب ومافى معناه مثل البرقع ونحوه ) .

نخلص من ذلك إلى ان النقاب كالطراز من اللباس تتجمل به بعض النساء الحرائر فى الجاهليه و إستمر الأمر على ذلك بعد الإسلام إذ أقره الرسول الكريم دون حض عليه أو ندب إليه . ولو كان النقاب أداه تصون وتعفف –كما يدعى البعض – لإختار الرسول الكريم لنسائه وهن أولى بالصون والعفاف والحياء و لإختارته كرائم الصحابيات لأنفسهن
, وكان ذلك دليلا على طراز فى اللباس تعارف عليه بعض النساء . ثم كان لأمهات المؤمنين شأن متميز إذا إختصصن بفرض الحجاب داخل البيوت إذ خرجن إمتدادا للحجاب المفروض داخل البيوت .

سفور وجه المرأه كان هو الغالب
فى مجتمع المسلمين على عهد النبى صلى الله عليه وسلم
لقد وردت أحاديث كثيره فى كتب السنه الصحاح تفيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى الوجوه مكشوفه فما أنكر ذلك . فهل كان عليه الصلاة والسلام يقر المنكر بذلك ؟ فهل نحن أغير على الشرف والدين من الله ورسوله ؟
1- عن سهل بن سعد رضى الله عنه ان امرأة جاءت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله جئت لأهب لكى نفسى فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد النظر اليها وصوبه ثم طأطأ رأسه فلما رأت المرأه انه لم يقض فيها شيئا جلست فقام رجل من الصحابه فقال يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجه فزوجنيها ..... (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذهب فقد أنكحتكها بما معك من القرآن ) (رواه البخارى ومسلم )

والسؤال فيم صعد النظر وصوبه إن كانت منتقبه ؟
2- عن بن عباس رضى الله عنهما قال : أردف النبى صلى الله عليه وسلم الفضل بن عباس على راحلته وكان الفضل رجلا وضيئا فوقف النبى صلى الله عليه وسلم يفيدهم وأقبلت إمرأه من خثعم وضيئه تستفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم و أخذ الفضل ينظر إليها و أعحبه حسنها فألتفت النبى صلى الله عليه وسلم ؟؟أخذ بذقن الفضل و عدل وجهه عن النظر إليها . فقالت يارسول الله إن فريضة الحج أدركت ابى شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الراحله فهل يقضى أن أحج عنه قال نعم كان ذلك فى حجة الوداع أى أنه لم يأت بعده حديث فى النسخ.
3- جاءت إمرأه إلى النبى صلى الله عليه وسلم يقال لها أم خلاد وهى منتقبه تسأل عن إبنها قتل فى إحدى الغزوات فقال لها بعض اصحاب النبى : جئت تسألين عن إبنك و أنت منتقبه إن أرزأ إبنى فلن أرزأ حياتى .....!!
و إستغراب الصحابه لتنقب المرأه يدل على أن النقاب لم يكن عباده .
4- روى مسلم أن سبيعة بنت الحارث ترملت من زوجها وكانت حاملا , فما لبثت أياما حتى وضعت وأصلحت نفسها و تجملت للخطاب فدخل عليها أبو السنابل – أحد الصحابه – وقال لها مالك متجمله ؟ لعلك تريدين الزواج إنك إنك والله ما تتزوجى إلا بعد أربعة اشهر و عشرة ايام . قالت سبيعه فلما قال لى ذلك جمعت على ثيابى حين
أمسيت فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألته عن ذلك فأفتانى بأنى قد حللت حين وضعت حملى و أمرنى
بالتزوج إن ؟؟؟ لى ذلك .
وقع ذلك أيضا بعد حجة الوداع فلا مكان لنسخ الحكم .

كرائم الصحابيات يكشفن وجوههن
قبل فرض الحجاب على أمهات المؤمنين وبعده
قبل فرض الحجاب :
1- عن أبى حازم و أنه سمع سهل بن سعد و هو يسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :أما والله إنى لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يسكب الماء ومن يغسله قال : كانت فاطمه بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسله وعلى بن ابى طالب يسكب الماء بالمجن فلما رأت فاطمه أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعه من حصير و أحرقتها و ألصقتها فإستمسك الدم وكسرت رباعيته يومئذ وجرح وجهه وكسرت البيضه على رأسه ( رواه البخارى و مسلم )
2- عن عون بن ابى جحيفه عن ابيه قال (أخى النبى صلى الله عليه وسلم بين سلمان و أبى الدرداء فزاد سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذله فقال لها ما شأنك ؟ قالت أخوك أبو الدرداء ليس له حاجه فى الدنيا .......
(رواه البخارى )
بعد فرض الحجاب على أمهات المؤمنين :
1- حديث سبيعة بنت الحارث السابق ( رواه البخارى ومسلم )
2- عن زينب إمرأة عبد الله بن مسعود قالت :
كنت فى المسجد فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : تصدقن ولو من حليكم . وكانت زينب تنفق على عبد الله و أيتام فى حجرها .
فقالت لعبد الله سل رسول الله أيجزىء عليك وعلى أيتام لى من الصدقه ؟ فقال لها سلى أنتى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت إمرأة من الانصار حاجتها مثل حاجتى . فمر علينا بلا فقلنا سل النبى صلى الله عليه وسلم : أيجزىء عنى أن أنفق على زوجى وايتام فى حجرى ؟ وقلنا لا تخبر بنا . فدخل فسأله فقال أى زينب هى قال إمرأة عبد الله (رواه النسائى وزينب الانصاريه ) . قال نعم ولهما أجران أجر القرابه و أجر الصدقه .
ولولا أن عامة النساء كن سافرات الوجوه ويتعرف عليهن الرجال تبعا لذلك لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من هما ) ولما قال بلال (إمرأة عبد الله ) .
هناك أدله كثيره يضيق المجال عن سردها وفى النهايه يجىء السؤال الجوهرى :
هل الوجه والكفان بالنسبه للمرأه عورة أم لا ؟
ونقول دلاله على ذلك ان الاقوال تضافرت على أنها ليست بعوره . ورد فى المحلى لابن حزم ج 3 ص 349 قوله عن العوره ( وهى من المرأة جميع بدنها حاشا الوجه والكفين فقط ) وقال ابن عباس فى قوله تعالى (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) قال الكف والخاتم والوجه . وعن بن عمر الوجه والكفان وعن أنس الكف والخاتم وهذا فى غاية الصحة من جهة الروايه . و هذا أيضا مذهب عائشه والكثير من التابعين .
وفى المجموع ج3 ص73 قال المصنف (و أما الحره فجميع بدنها عوره إلا الوجه والكفين) . وفى كتاب الفقه على المذاهب الأربعه بيان لرأى المذاهب , فالحنفية يرون المرأه كلها عوره ويستثنى منذلك الوجه والكفين , ظاهرهما وباطنهما والمالكية يستثنون الوجه والكفين أيضا ظاهرا وباطنا والحنابلة استثنوا الوجه فقط .و فى المغنى لابن قدامه ج 1 ص 601 ( ولا يختلف المذهب في أنه يجوز للمرأة كشف وجهها فى الصلاة و أنه ليس لها كشف ماعدا وجهها وكفيها . ولو كان النقاب فرضا لقال الله تعالى وليضربن بخمرهن على وجوههن وليس على جيوبهن .
و إذا قيل وجب النقاب منعا للفتنه ,سألنا ولماذا لم يجب على الرجل حتى لا تفتن به النساء كما حدث مع نبى الله يوسف ؟
ونختم الحديث بأن النقاب كان معروفا فى البيئة العربية وظل مألوفا معتادا فى البيئة الاسلاميه وهذا لا يوجبه ولقد كان الرجال يلبسون الإزار والرداء وكان ذلك منتشرا قبل الإسلام وبعده , أفيصير ذلك