لعنة الحنين إلى الأرض تصيب الفراعنة فقط

الفراعنة بلا أنياب بعيدا عن جماهيرهم

مضى ثلاث سنوات وثلاثة أشهر وبالتحديد 1190 يوما منذ آخر فوز حققته مصر خارج ملعبها في مباراة رسمية حين فازت على السودان 3-0 في تصفيات كأس العالم تحت قيادة الإيطالي ماركو تارديللي بتاريخ 6 يونيو عام 2004 ومن وقتها لم تحقق مصر أي انتصار على منتخب إفريقي في ملعبه.

ولعبت مصر منذ ذلك الحين سبع مباريات في تصفيات كأس العالم 2006 وفي تصفيات كأس أمم إفريقيا 2008 لقت الهزيمة في مباراتين منهم وتعادلت خمس مرات ولم تحقق أي انتصار.

وخسرت مصر من ليبيا 2-1 ومن كوت ديفوار بهدفين نظيفين في تصفيات كأس العالم 2006 فيما تعادلت مع بنين والكاميرون في التصفيات ذاتها. وتعادلت أيضا مع بوتسوانا وموريتانيا وبوروندي خارج ملعبها في تصفيات أمم إفريقيا.

وسيتعين على منتخب مصر الانتظار إلى شهر مارس المقبل وهو موعد انطلاق تصفيات كأس العالم 2010 للبحث عن تحقيق أول فوز على أحد مضيفيه الأفارقة أي أن المدة ستصل إلى أربع سنوات تقريبا إلا في حالة واحدة وهي أن تلتقي مصر مع غانا في كأس الأمم الإفريقية وتفوز عليها في ملعبها.

والفشل في تحقيق الفوز خارج القواعد كان سببا في عدم تأهل مصر إلى نهائيات كأس العالم 2006 بعدما فقد الفراعنة نقطتين بالتعادل مع المنتخب البنيني 3-3، ثم الهزيمة أمام ليبيا كما أن عدم الفوز خارج القاهرة كان سببا رئيسيا في تأخر حسم التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية وانتظارها لمباريات الجولة الأخيرة.

وبالنظر إلى المنتخبات الإفريقية الكبرى والتي من المفترض أن يكون حامل اللقب واحدا منها أو حتى المنتخبات الأقل في المستوى، يتضح أن هذه الفرق استفادت من تحقيق الانتصارات خارج ملعبها لتحسم تأهلها للنهائيات مبكرا وقبل مباريات الجولة الأخيرة.

سيطرة الكبار

فالكاميرون وكوت ديفوار ونيجيريا وتونس والمغرب أثبتت أنها فرق كبيرة بالنتائج قبل التاريخ، بعدما نجحت في تحقيق أكثر من انتصار خارج ملعبها.

ففي المجموعة الأولى والتي ضمت ثلاثة منتخبات فقط، ضمن أفيال كوت ديفوار تأهلهم للنهائيات قبل مباريات الجولة الأخيرة بعدما استفادوا من فوزهم خارج ملعبهم على مدغشقر بملعبها وبنتيجة كبيرة 3-0، وأنهت كوت ديفوار مبارياتها بالتعادل مع الجابون في ملعبها بدون أهداف في مباراة تحصيل حاصل بعدما ضمنت التأهل، وحتى الجابون المتواضعة والتي لم تتأهل للنهائيات حققت فوزا خارج ملعبها على مدغشقر بهدفين نظيفين.

وضمنت نيجيريا أيضا التأهل عقب مباريات الجولة الخامسة في المجموعة الثالثة بعد تحقيق انتصارين خارج ملعبها على النيجر 3-1 وعلى ليسوتو 3-0.

وحجزت الكاميرون مقعدها في النهائيات قبل جولتين من النهاية في المجموعة الخامسة مستفيدة من فوزين خارج ملعبها على ليبريا 2-1 وعلى رواندا 3-0، ولم تخسر الكاميرون سوى المباراة الأخيرة أمام غينيا الاستوائية والتي كانت تحصيل حاصل بالنسبة للأسود ولعبوها بتشكيلة من البدلاء.


حتى غينيا تأهلت قبل مصر

أما المجموعة الثانية عشرة، والأخيرة فنجحت المغرب في حجز بطاقة التأهل منها وحققت فوزا خارج ملعبها على مالاوي بهدف من دون مقابل.

وفي المجموعة الرابعة، قطع منتخبا تونس والسودان تذكرتين مريحتين لغانا قبل مباريات الجولة الأخيرة بسبب الانتصارات التي حققاها خارج ملعبهم، ففازت السودان خارج ملعبها على سيشل 2-0 وعلى موريشيوس 2-1 لتحتل صدارة المجموعة، كما حققت تونس انتصارا خارج ملعبها على سيشل 3-0.

والصغار يفوزون أيضا

وإذا كانت هذه الفرق صاحبة إنجازات وأسماء كبيرة في عالم الكرة الإفريقية، فإن فريقا مثل السودان لا يملك هذه الخبرات نجح في التأهل بسبب فوزه أيضا خارج الأرض. ولكن السودان لم يكن الفريق الوحيد من ذوي التاريخ والمستوى المحدود الذي يضمن مكانا في غانا بهذا الأسلوب.

ففي المجموعة السادسة، تأهلت أنجولا بعد الجولة الخامسة أيضا بعدما فازت خارج ملعبها على سوازيلاند 2-0 وخسرت أيضا المباراة الأخيرة أمام كينيا 1-2 بعدما كانت ضمنت التأهل ولم تؤثر عليها نتيجة هذه المباراة، بل أن إريتريا الضعيفة والتي فشلت في التأهل حققت فوزا خارج ملعبها على كينيا 2-1.

وفي المجموعة الثامنة، استفادت غينيا من تحقيقها للفوز خارج ملعبها مرتين على الجزائر 2-0 وعلى جامبيا بالنتيجة ذاتها لتضمن صدارة المجموعة والتأهل للنهائيات.

أما توجو، التي تأهلت إلى نهائيات كأس العالم الماضية، فكان للفوز الذي حققته على سيراليون خارج ملعبها في المجموعة التاسعة مفعول السحر في وضعها على أعتاب النهائيات ولا يبقى لها سوى الفوز على ضيفتها مالي في الجولة الأخيرة.

وتتسم المجموعة العاشرة بالتنافس الكبير بين ثلاثة منتخبات حتى نهاية مباريات الجولة الأخيرة هي الكونجو الديمقراطية وليبيا وناميبيا، فإن الفوز الذي حققته ناميبيا خارج ملعبها في الجولة الأخيرة على إثيوبيا كان له فعل السحر في منح بطاقة التأهل للمنتخب الناميبي على حساب منتخبي الكونفو وليبيا اللذين لم يستطيعا تحقيق أي فوز خارج ملعبهما.

وشهدت المجموعة الحادية عشر مفارقة غريبة حيث نجحت جنوب إفريقيا في الفوز على زامبيا في ملعبها 1-0 في مباراة الذهاب في المجموعة، الا أن زامبيا عادت وثأرت لنفسها في مباراة الإياب وهزمت جنوب أفريقيا على ملعبها 3-1 ومنح هذا الفوز صدارة المجموعة لزامبيا بفارق الأهداف بعدما تساوى المنتخبان في رصيد النقاط وإن كانت جنوب إفريقيا قد ضمن التأهل من بين أفضل الفرق من أصحاب المركز الثاني.